Tuesday, March 4, 2008

د.محمدعبدالوهاب عبدالفتاح



Composer and Multidisciplinary Artist from Egypt



الوسائط الالكترونية في الموسيقى والمسرح


ليس معنى ان تتدخل التكنولوجيا الجديدة في ابداعات الفن الحديث، ان تقلل قيمة خيال الانسان كفنان مبدع ومبتكر، وستظل الاجهزة والآلات مجرد وسائط واداة تنفذ ما استلهم به عقل وقلب الفنان، كما ستظل عملية الابداع الفني تجمع بين الصدفة والتخطيط والخبرة الشخصية ويكمن وراءها سر إلهي خفي غامض، وما اجمل هذا الغموض!
يعد مصطلح «رنين الوسائط الالكترونية» تعبيرا جديدا عن احد الفنون الموسيقية المستحدثة التي توظف تقنيات التكنولوجيا الحديثة في تأليف الموسيقى المعاصرة، وهو الفن الذي يتدخل في ابداعه او تسجيله او ادائه عدد من الوسائط الالكترونية تتمثل في وحدات التسجيل الرقمي كشرائط الدات واسطوانات ضوء الليزر وعدد من المعدات الكهربية والاجهزة الصوتية مثل مكبرات الصوت والمؤثرات والآلات الموسيقية الالكترونية مثل مركب الالوان الصوتية بالاضافة الى معدات الصوت القياسية والآلات الموسيقية التقليدية بينما يظل الكمبيوتر مايسترو قائد مجموعة يتحكم في اوركسترا كامل من الوسائط الالكترونية المتنوعة.
و«رنين الوسائط الالكترونية» يبحث دائما في ابداع اشكال فنية متجددة، وخلق اساليب متطورة في تكوينات موسيقية غير مألوفة، كما تتم كثيراً بابتكار ألوان شيقة لا حصر لها من الضجيج والرنين الصوتي كقيمة فنية كبرى لا غنى عنها الى جانب اللحن التقليدي. ويؤدي عادة هذا الفن بطرق غير تقليدية وقاعات مجهزة تجهيرا خاصا او في الاماكن المفتوحة من خلال السماعات ويمكن عرضها كصورة سمعية متفردة بذاتها او مقترنة مع الموسيقى التقليدية، احيانا يشارك هذا الفن عدة وسائط فنية متنوعة تبقى الموسيقى بينها «وسيط محوري» تدور في فلكه الوسائط الفنية الاخرى مثل فنون الكلمة كالشعر والحوار، وفنون الحركة: كالأداء التعبيري والمسرح الشامل. ومن رواد هذا المجال في مصر د. محمد عبد الوهاب عبد الفتاح، وهو فنان متعدد المواهب، رائد فن الوسائط الالكترونية، واول مؤلف موسيقي مصري يقدم عروضا موسيقية بفكر غير مسبوق من خلال تقنيات الآلات الالكترونية وتكنولوجيا الكمبيوتر الحديثة قام باخراجها بنفسه على مدى خمس سنوات وحتى الآن بدار الاوبرا المصرية، كما قام باخراج موسيقاه الالكترونية باسلوب جديد اصطلح عليه ب«مسرح الموسيقى» في عدة مدن اوروبية منها: فيينا، جراتس، وميونخ. تخرج اولاً في كلية الفنون التطبيقية ثم حصل على بكالوريوس التربية الموسيقية وبكالوريوس التأليف والنظريات بالكونسرفتوار حيث عين معيداً به
۱۹۸۶ بعد حصوله على امتياز مع مرتبة الشرف الاولى على يد الاستاذ الراحل جمال عبد الرحيم، كما حصل على الماجستير في الفنون من اكاديمية الفنون ،۱۹۹۰ سافر بعدها الى النمسا في بعثة دراسية للحصول على الدكتوراه في مجال التخصص، حيث درس التأليف والقيادة الاوركسترالية واخراج عروض الموسيقى الالكترونية على يد كوفمان ليحصل بامتياز كأول مصري على الدكتوراه في هذا التخصص الجديد من جامعة الفنون للموسيقى والمسرح بفيينا، عاد بعدها للقاهرة ليعمل مدرسا ثم استاذا مساعدا باكاديمية الفنون وجامعة حلوان. الف عددا كبيرا من الاعمال الموسيقية لموسيقى الحجرة والاوركسترا والباليه، قدمها في صورة مسرحية حديثة حيث ادخل عناصر المسرح الشامل والعروض المرئية الى فنه الموسيقى مثل: الحركة التعبيرية، والاداء الصوتي، بالاضافة الى الاضاءة والملابس ، وتحول عنده العازف الموسيقي في الاوركسترا الى اداة تعبيرية جديدة ضمن مسرحه الموسيقي. وللدكتور محمد عبد الوهاب عبد الفتاح نظرية جديدة في طريقة اخراج العروض المسرحية تقوم على اعتبار ان الصوت هو بطل العرض، اطلق عليه مصطلح «مشاهدة الصوت» وايجاد علاقات فنية جديدة بين الصوت المسموع والرؤية المسرحية، ليكون نقطة الانطلاق لايجاد البعد البصري ونواة تدور في فلكه كل العناصر المسرحية الاخرى. وتتكون ابجديات الصوت في الموسيقى المسرحية للدكتور محمد عبد الوهاب عبد الفتاح من عناصر عدة نذكر منها الاعتناء بالبناء المسرحي الهرمي الذي يبدأ من اساس الصوت وينتهي الى قمة «الفرجة»

مسرحة الصوت




كتب محمد مصطفي :
الفنون جنون والمبدع يسعي دائما وراء الجديد والمختلف والمبتكر هذا ما فعله الدكتور محمد عبدالوهاب عبدالفتاح الاستاذ المساعد باكاديمية الفنون حيث أرسي نظرية جديدة في الإخراج أطلق عليها (مشاهدة الصوت)!!حول هذه النظرية وريادته لما اطلق عليه موسيقي الوسائط الاليكترونية تدور معه السطور القادمة ।في البداية نقلب في اوراق السيرة الذاتية للدكتور محمد عبدالوهاب عبدالفتاح حيث انه تخرج اولا في كلية الفنون التطبيقية ثم حصل علي بكالريوس التربية الموسيقية وبكالريوس التأليف والنظريات من معهد الكونسيرفتوار وقد عين معيدا بالكونسيرفتوار عام 1987 بعد حصوله علي امتياز مع مرتبة الشرف الاولي।ولم يكتف د. عبدالوهاب بما حققه فحصل علي الماجستير في الفنون من اكاديمية الفنون عام 1990 وسافر بعدها الي النمسا في بعثة دراسية للحصول علي الدكتوراه حيث درس التأليف والقيادة الاوركسترالية واخراج عروض الموسيقي الاليكترونية التي تفرد بين المتخصصين المصريين في الحصول علي اول دكتوراه في هذا التخصص الجديد من جامعة الفنون للموسيقي والمسرح بفيينا بالنمسا علي يد الخبير الشهير كاوخمان.

قبل ان اواصل قراءة سيرته الذاتية قاطعني مكملا:الحمدلله بعد حصولي علي الدكتوراه كان اول هدف سعيت الي تحقيقه هو نقل هذا التخصص الجديد الي مصر فعملت مدرسا في اكاديمية الفنون ثم استاذا مساعدا.وخلال فترة تواجدي بمصر كرست جهودي في ارساء نظرية جديدة في طريقة اخراج العروض المسرحية وتقوم علي ان (الصوت) هو بطل العرض المسرحي واطلقت علي ذلك مصطلح (مشاهدة الصوت)!!

اقاطعه انا هذه المرة متسائلا بتعجب ماذا تعني بمصطلح مشاهدة الصوت؟

يجيب بابتسامة رقيقة: النظرية تقوم كما اشرنا ان الصوت هو بطل العرض ومن خلال ذلك يتم ايجاد علاقات فنية جديدة بين الصوت المسموع والرؤية المسرحية ليكون ذلك نقطة الانطلاق لايجاد البعد البصري الذي تدور في فلكه كل العناصر المسرحية الاخري كما انني اعتمد علي الاعتناء بالبناء المسرحي الهرمي الذي يبدأ من اساس الصوت وينتهي الي القمة التي تكون خلاصة الفرجة المسرحية.

واسأله: من خلال سيرتك الذاتية يتضح انك رائد موسيقي الوسائط الاليكترونية اشرح لنا ذلك.يوضح د. عبدالوهاب انه يلجأ الي ايجاد علاقة بين الصوت الطبيعي الصادر عن الالات الموسيقية وبين الصوت الاليكتروني الذي يصدر عن السماعة التي تنقل صوت الالة وذلك بتغيير زوايا ومسافات مصادر الصوت داخل القاعة والاستغلال الامثل لصالة العرض وخشبة المسرح والكواليس مما يؤدي الي اثراء الجو الدرامي للمشاهدة المسرحية.

وهل تم تطبيق هذه الافكار المبتكرة علي عروض مسرحية بالفعل؟

طبعا فقد ألفت عددا كبيرا من الاعمال الموسيقية لموسيقي الحجرة والاوركسترا والباليه مقدمة من خلال صورة مسرحية مبتكرة بادخال عناصر المسرح الشامل الي الموسيقي مثل الحركة التعبيرية والاداء الصوتي والملابس والاضاءة وقد اتاح هذا الشكل الفرصة لكي يتحول العازف علي المسرح من مجرد منفذ للنوتة الموسيقية الي اداة تعبيرية جديدة في اطار ما يطلق عليه (مسرحه الموسيقي).اما عن النماذج التي قدمتها فقد قمت علي مدار خمس سنوات بدار الاوبرا المصرية واخرجت عدة مسرحيات بفكر غير مسبوق من خلال تقنيات الالات الاليكترونية وتكنولوجيا الكمبيوتر المتطورة.وكانت آخر الاعمال التي قمت باخراجها العمل المسرحي فقاقيع هوا

عبدالوهاب الثانى فى مملكة الموسيقى





















محمد عبد الوهاب2

الذي يرتاد الموسيقى الالكترونية

ويحاول بعث أصوات أساطين الطرب الشرقي رقمياً!

بقلم : مارسيل نصر

عن الحياة

غيرت آلة الـ''سينسيتايزر'' من تعامل الموسيقيين مع الالات والالحان.

يصعب الا يلاحظ المرء الصدفة التي جمعت بين اسمي الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب, رائدالموسيقى العربية الحديثة, وحامل الاسم نفسه راهناً, الذي يعتبر ايضاً رائداً في الموسيقى...الالكترونية عربياً!

ولزيادة التداخل بين الماضي والحاضر, فان محمد عبد الوهاب الحاضر, هو فنان اوبرا, قرر ان يدخل بالموسيقى العربية ومؤلفاتها الى عصر الكومبيوتر والوسائط المتعددة. وتضعه خطوته هذه في قائمة الرواد في التجديد الفني عربياً, مثلما كان الموسيقار الراحل رائداً في تغيير موسيقى الغناء العربي في صورة جذرية. وعمل كلا الرجلين على عزف تلك الموسيقى على ادوات لم تكن مألوفة قبلاً. فقد اخرج الموسيقار الاشهر موسيقانا من اسر التخت الشرقي, وعزفها على ادوات غربية, مثل آلة البلالايكا الروسية, التي لحن عليها اغنية "كان اجمل يوم". وسرعان ما سرت الموجة, وشاع استعمال الادوات الغربية الحديثة, مثل البيانو والترومبيت والتشيللو والدرامز والهارب والسكسافون وغيرها, في اداء موسيقى العرب.

موسيقى الكومبيوتر "الماضي الجميل"

ويعمل فناننا الحاضر, على عزف موسيقى الغناء العربي باستخدام اداة غربية حديثة, اي الكومبيوتر. وامعاناً في التلاعب بالخيوط الممتدة بين الماضي والحاضر, يعمل رائد الوسائط الالكترونية محمد عبد الوهاب على استلهام التراث وإعادة صوغ الموروث الموسيقي الجميل. وعلى سبيل المثال, فقد اعاد فناننا توزيع الحان اغنية "رسالة من تحت الماء" (ألحان: محمد الموجي وكلمات نزار قباني), ضمن رؤية فنية حديثة, فأضاف أصوات خرير الماء الى لحن الاغنية الاصلي, واعاد توزيع الاصوات والترددات في الاغنية الاصلية, ليصبها في قالب جديد يتناسب مع رنين الموسيقى الالكترونية. وكذلك اضاف بُعداً بصرياً يتكون من عرض فيديو يتناغم فيه لون الامواج الزرق مع أداء المطرب الراحل عبد الحليم حافظ لتلك لاغنية.

وأعد فنان الوسائط الالكترونية أبحاثاً علمية عن "ترسيمة" جديدة, تتمثل "الاستنساخ الرقمي" لاصوات المغنين الراحلين الذي أثروا الحياة الموسيقية في مصر والعالم العربي. ويهدف بذلك الى استرجاع زمن الفن الجميل, ضمن رؤية معاصرة ومتطورة. وابتكر فنان الاوبرا ايضاً اسلوباً جديداً في وضع مادة بصرية ترافق اداء تلك الاغاني القديمة, بعد اعادة صبها في القوالب الالكترونية للكومبيوتر. ويشتق تلك المادة البصرية من الافلام المصرية القديمة, التي يعيد مونتاجها, عبر اعادة تقطيعها وتجميعها على الكومبيوتر. وفي سياقٍ موازٍ, صـنع فنـاننا المعـاصر افلاماً بتلك الطريقة, واعد لها موسيقى من تأليفه الشخصي, وبواسطة الكومبيوتر ايضاً. وقد اطلق على هذه التقنية مصطلح "أفلمة" وتعني صنع شريط مرئي- مسموع, يتوافق مع الاغاني التي يعيد صوغها, توزيعاً وعزفاً, على الكومبيوتر. ومن الواضح ان هذه الـ"أفلمة" تقتضي ان يظل الكومبيوتر المايسترو, الذي يتحكم في اوركسترا كاملة من الوسائط الالكترونية المتنوعة.

ويرى عبد الوهاب ان تقنية "الأفلمة" الرقمية تسير بعكس ما يحدث في فن موسيقى الافلام حيث يصنع المخرج فيلمه اولاً ثم يولف الملحن نصاً موسيقياً يتوافق مع الفيلم.

وفي اتجاه آخر, يعمل عبد الوهاب على نوع خاص من الموسيقى, يسميه "رنين الوسائط الالكترونية". ويتمثل في تنويعات ابداعية متجددة, عبر استعمال اساليب متطورة, لتركيبات موسيقية غير مألوفة. وكذلك يهتم كثيراً بابتكار ألوان شيقة ومتقلبة, كأنها نوع من "الضجيج" البصري, تضاف الى العمل الصوتي.

ويؤدّى عادة هذا الفن بطرق غير تقليدية, وفي قاعات مُجهّزة تجهيزاً خاصاً, أو في الاماكن المفتوحة من خلال سماعات الاذن. واحياناً يستخدم هذا الفن وسائط فنية متنوعة, فيما تبقى الموسيقى "وسيطاً محورياً" تدور في فلكه اشكال فنية اخرى, مثل الشعر والحوار, والاداء التعبيري وغيرها.

ومن اشهر الاعمال التي طبّق عبد الوهاب فيها تلك التقنية فيلم "دعاء الكروان" اخراج بركات, وبطولة فاتن حمامة واحمد مظهر, وفيلم "قصر الشوق" اخراج حسن الامام, والفيلم الكوميدي "مراتي مجنونة مجنونة" لفؤاد المهندس, الى جانب الموسيقى التصويرية لأول فيلم مصري كوميدي صامت بعنوان "برسوم يبحث عن وظيفة" بطولة بشارة واكيم واخراج محمد بيومي.

الوسائط المتعددة للـ...ضحك!

قدّم عبد الوهاب اخيراً في دار الاوبرا المصرية حفلة لموسيقى "رنين الوسائط الالكترونية" بعنوان "قهقهة". ولاقت نجاحاً كبيراً لوضعه تلك الموسيقى في قالب كوميدي ضاحك.

وفي لقاء خاص مع "الحياة", بيّن ان "قهقهة" تمثل بداية بحث في مجال "العلاج بالموسيقى". وتتضمن ثلاث مراحل. تبدأ مع استماع المريض النفسي الى الموسيقى الضاحكة, ويليها الاستماع الى جرعات مكثفة من الالحان الموسيقية في فترات يحددها المريض نفسه مسجلة على اسطوانة مدمجة CD من صنع دار الاوبرا المصرية. وفي المرحلة الثالثة, يتوجه المريض بنفسه الى الاستديو لممارسة العلاج بالموسيقى.

ويعتبر عبد الوهاب ان دور الموسيقى لا يقتصر على الترفيه وتسلية الجمهور, بل يمتد الى مجالات مثل العلاج بالموسيقى. ولفت الى أن اصل الموسيقى التقليدية يتمثل في الصوت الذي يصدر من الآلة الموسيقية إلى آذان المستمع من دون وسيط. وعلى سبيل المثال, يؤدي نبر الوتر في آلة العود الى صدور صوت يكبره الصندوق الرنان. ويطلق على تلك الآلات التقليدية "اكوزتيك" ACOUSTIC . ويوضح ان مصدر الصوت في الموسيقى الالكترونية يتمثل في التيار الكهربائي الذي يُشغّل الة تُسمى "مولّد الذبذبات الكهربائية" OSCILLATOR والتي تعطي اصدار اشارات كهربائية ذات طابع صوتي يشبه صوت رنات الخلوى. ولعل التطبيق الاشهر لهذا النوع من الاصوات يظهر في الاورغ الالكتروني, او بالاحرى الـ"سينتيسايزر" SYNTHESIZER الذي يضم لوحة مفاتيح تشبه البيانو, ويقدر على اصدار تركيبات من الالوان الصوتية متنوعة, سواء تلك التي تشبه آلات "اكوزتيك" أم الاصوات غير المعروفة تقليدياً. ويستخدم عبد الوهاب الـ"سينتيسايزر" في إصدار ألحان موسيقية وأصوات لا تستطيع الآلات العادية عزفها. ويمكن لتلك الاصوات ان تعبر عن اجواء درامية متعددة مثل "عالم الاحلام ورنين الفضاء والخيال العلمي".

سيرة ذاتية وجيزة

- تعلّم محمد عبدالوهاب العزف على الكمان في سنيّ طفولته المبكرة.

- تخرج في كلية الفنون التطبيقية بدرجة بكالوريوس في الفنون, ثم حصل على بكالوريوس ثانية في علم اداء الغناء "صولفاج", وبدرجة الامتياز ايضاً.

- درس التأليف في كونسرفتوار القاهرة على يد المؤلف الموسيقى الراحل علي جمال عبدالرحيم ليحصل على البكالوريوس الثالثة بامتياز مع مرتبة الشرف, ويُعيّن معيداً في المعهد.

- حصل على الماجستير في الفـنون من اكاديمـية الفنون, ســافر بعدها الى النمــسا في بعــثة دراسية, فدرس التأليف المعاصر والقيادة والموسيقى الالكترونية على يد ديثركــا وفمان, اســتاذ الموسيقى الالكترونية العالمي في جامعة فيـينا.

ويعتبر أول مصري يحصل بامتياز على الدكتوراه في التأليف والموسيقى الالكترونية من اكاديمية الفنون للموسيقى والمسرح في فيينا.

- عاد الى القاهرة ليعمل مدرساً للموسيقى الالكترونية وموسيقى الكومبيوتر في اكاديمية الفنون في جامعة حلوان.

- ألّف عدداً كبيراً من الاعمال في "موسيقى الحجرة" والاوركسترا والباليه وموسيقى الافلام, ابتكر من بعضها رموزاً خطية غير مسبوقة في التدوين الموسيقي الحديث.

- اهم ما يميز اعماله الاهتمام الشديد بتوظيف لون الرنين الصوتي ودمج المؤثرات الصوتية في اللحن لتعميق الجانب الدرامي في موسيقاه, متناولاً مواضيع ذات طابع انساني فلسفي تجعل المتلقي في حال تأمل متجددة.

- يعتبر محمد عبد الوهاب فناناً متعدد المواهب, ورائداً لموسيقى الوسائط الالكترونية, كما انه أول مؤلّف يكتب اعمالاً فنية تجمع بين الصوت والصورة, وتعرض على المسرح في آن واحد.

- تجمع مؤلفاته الموسيقية بين عناصر فنية عدة يبتكرها بنفسه مثل: الشعر, الرسم, التصوير الفوتوغرافي والمونتاج السينمائي.


th

قهقهة " موسيقى كوميدية" بمصاحبة عرض مرئى من افلام اسماعيل ياسين و فؤاد المهندس


ليل ونهار
- [ Translate this page ]
قهقهة هو عنوان حفل موسيقي الوسائط الإلكترونية الذي تقيمه دار الأوبرا المصرية من مؤلفات الفنان د‏.‏ محمد عبد الوهاب عبد الفتاح في الثامنة من مساء ...arabi.ahram.org.eg/arabi/ahram/2004/3/20/LYLB1.HTM - 9k - Cached - Similar pages
Chuckling at the Opera House

قهقهة هو عنوان حفل موسيقي الوسائط الإلكترونية الذي تقيمه دار الأوبرا المصرية من مؤلفات الفنان د‏.‏ محمد عبد الوهاب عبد الفتاح في الثامنة من مساء الثلاثاء‏30‏ مارس الحالي في مسرح الجمهورية في عابدين‏.‏ Chuckling is a concert of electronic media, which establishes the Egyptian Opera House from the artist's writings d. Mohamed Abdel Wahab Abdel Fattah in the eighth Tuesday evening March 30 in the current scene Republic in Abdeen. يتضمن الحفل عرض عدة فقرات موسيقية‏,‏ تقدم في إطار فكاهي كوميدي‏,‏ يقوم الكمبيوتر فيها بتسجيل أصوات ضحكات الجمهور ثم يسترجعها مرة أخري في شكل ألحان جديدة ذات طابع نغمي وإيقاعي ضاحك‏.‏ The ceremony includes several paragraphs musical, made in the context of comic comic, the computer by recording the voices laughter public then retrieved again in the form of a new music Tonal and beat Laughed.

دعاء الكروان فى حفل للوسائط الاكترونية


بعنوان تكامل الأجيال تقيم دار الأوبرا المصرية عرضا موسيقيا فنيا‏,‏ الموسيقا ... د‏.‏ محمد عبدالوهاب عبدالفتاح‏,‏ سيقدم أعماله التي اشتهر بها في مجال الوسائط

بعنوان تكامل الأجيال تقيم دار الأوبرا المصرية عرضا موسيقيا فنيا‏,‏ بالمسرح الصغير‏,‏ الثامنة من مساء الاثنين‏31‏ يناير الحالي‏.‏يتضمن العرض تقديم تجربة فنية جديدة تجمع د‏.‏ طارق علي حسن ا‏,‏ ود‏.‏ محمد عبدالوهاب في تواصل فني بين أجيال المؤلفين المصريين‏.‏ برنامج الحفل يشمل أداء مؤلفات د‏.‏طارق علي حسن للآلات الموسيقية التقليدية منها‏:‏ صونانه الفلوت والبيانو‏,‏ ورباعي وتري‏,‏ وأغنية من كلمات شكسبير للسبرانو‏.‏د‏.‏ محمد عبدالوهاب عبدالفتاح‏,‏ سيقدم أعماله التي اشتهر بها في مجال الوسائط الإلكترونية بإخراج مسرحي جديد منها عمل بعنوان روح في القش يجمع بين العرض السينمائي والمسرحي في إطار موسيقي يتضمن تأليف موسيقي تصويرية جديدة لفيلم دعاء الكروان مستوحاة من الموسيقي الأصلية للفيلم التي ألفها أندريا رايدر وتمتزج مع بعض المؤثرات الصوتية التي اشتهر بها الفيلم مثل‏:‏ صوت الكروان‏,‏ ودقات الساعة والقطار‏:‏ كما يتضمن الحفل عزف قطعة موسيقية مرحة بعنوان رقصة كوميدية ينفذها الحاسب الآلي ويصاحبها عرض مشاهد من أفلام اسماعيل ياسين وفؤاد المهندس

رؤية فنية جديدة لفيلم قصر الشوق




لخميس 28 من ربيع الأول 1424 هـ - 29 من مايو 2003 م
جريدة الجمهورية
أوركسترا القاهرة السيمفوني في صحبة فيلم "قصر الشوق"!
بمصاحبة موسيقي الكمبيوتر أو الوسائط الالكترونية يقيم اوركسترا القاهرة السيمفوني يوم الخميس القادم بالمسرح الصغير بدار الأوبرا حفلا موسيقا من مؤلفات وقيادة د.محمد عبدالوهاب عبدالفتاح بعنوان "تناغم"! يتضمن الحفل أحدث مؤلفات رائد هذا الفن الجديد في مصر بعنوان "رقصة قصر الشوق" يعزفها الاوركسترا أثناء عرض تنويعات مرئية وصوتية من فيلم حسن الإمام الشهير عن قصة روائي مصر العالمي نجيب محفوظ كما يقدم الاوركسترا قطعة موسيقية شعرية بعنوان "علي أجنحة الهواء" وأخري "عن طيور الأوز الطائر" حيث يقف بعض العازفين وسط الجمهور لأداء ارتجالات لحنية تتشابك مع نغمات المؤثرات الالكترونية لتحقيق حالة درامية جديدة متعددة الاحاسيس. يقام الحفل بالتعاون مع مؤسسة اليابان الثقافية حيث يشارك ثلاثة مؤلفين موسيقيين من اليابان رمزا للتناغم بين فنانين ينتمون إلي ثقافات متباينة.. في برمير يقدم لأول مرة أمام الجمهور بأسلوب "الرنين" الذي يمكن سماعه في الطبيعة أو حياتنا اليومية وتوظيفه دراميا داخل العمل الفني!
الصفحة السابقة الصفحة الرئيسية

اركسترا للصم والبكم



مجلةالاهرام العربى السبت 26 مارس السنة 123 العدد 418
بعنوان ومضات مسموعة أقامت دار الأوبرا المصرية حفل موسيقي الوسائط الإلكترونية من تأليف وإخراج الفنان الدكتور محمد عبدالوهاب عبدالفتاح، الذى قام فى هذا الحفل بقيادة مجموعة من الصم والبكم يعزوفون علي أداة الهون المستخدمة في المطبخ المصري يتم فيها توحيد دقات الهون بمساعدة ومضات الضوء وإشارات خاصة يؤديها المايسترو ليفهمها أعضاء الفرقة‏!

مشاهدة الصوت

العدد 5424 الخميس 2من محرم الموافق 10 من شهر اي النار 2008
كل الفنون
مشاهدة الصوت في عرض موسيقي بالقاهرة
اقامت دار الأوبرا المصرية على مسرح القاهرة مساء الأحد الماضي عرضاً فنياً لموسيقى الوسائط الإلكترونية بعنوان "مشاهدة الصوت" من تأليف وإخراج الدكتور محمد عبدالوهاب عبدالفتاح .يتضمن العرض تجربة فنية جديدة تجمع بين سماع الصوت ومايمكن أن يشاهده المتفرج أثناء سماعه لهذا الصوت , معتمداً على مجموعة من الأصوات الإلكترونية والمؤثرات الصوتية الطبيعية بواسطة عدة سماعات منتشرة داخل قاعة العرض , يصاحبها عرض مرئي من تشكيلات ألوان الطيف السبعة , تعبر عن شخصية كل صوت وتترجم مافيه من دلالات درامية كامنة فيه .يشترك في العرض عدد من عازفي الأوركسترا , يتجولون بين الجمهور أثناء أداء ألحان موسيقية على آلاتهم الموسيقية , تتزامن مع بعض من المؤثرات الضوئية المتباينة

العلاج غير النمطى بالمؤثرات الصوتية




جريدة الاخبار ५ العدد १४२५ الجمعة २५ فبراير 2005
خرير المياه علاج لضعف التركيز والتشتت الذهني

الاستماع إلي صوت خرير الماء يساعدك علي التركيز والقدرة علي التأمل وعلاج امراض التشتت الذهني.. انها فائدة جديدة أكدتها الابحاث العلمية الحديثة تضاف إلي فوائد الماء العظيمة في حياة الانسان وطريقة جديدة للعلاج غير النمطي باستخدام الطبيعة.وفي تجربة جديدة للاستفادة من هذه الابحاث يقدم د.محمد عبدالفتاح استاذ الموسيقي الالكترونية بجامعة حلوان وأكاديمية الفنون صوت الماء كما لو كان خرير أو هدير أو نزول قطرات الماء أو صوت المطر والشلالات وتسجيلها علي الكمبيوتر استخدامه كوسيط اليكتروني لنقل هذه الاصوات والاستماع إليها بجانب بعض المؤثرات الموسيقية وملاحظة التأثيرات الايجابية لهذه الاصوات علي اذن الانسان وقدرتها علي اشاعة الهدوء النفسي وزيادة قوة تركيز الشخص.ويقول د.محمد عبدالفتاح ان الانسان بطبيعته كائن مائي حيث تتكون مراحل تطور الجنين داخل رحم امه في سائل مائي لمدة 9 شهور طوال فترة الحمل ولذلك نجد الانسان منذ طفولته له علاقة ودودة والفة عند رؤية الماء أو سماع صوته فالطفل الصغير يفرح عندما يري المطر ويسمع صوته أو عندما يلعب ويستحم في الماء والكثير من الناس يشعر بالسعادة ويغني عند الاستحمام وايضا الجلوس امام البحر وسماع صوت الامواج يزيد من قدرة الانسان علي التركيز والتأمل.ويوضح ان الابحاث الحديثة في العالم تتجه نحو الطب الموسيقي في علاج كثير من الامراض النفسية وحالات الاكتئاب كعلاج آمن ليس له أي اثار جانبية علي الانسان ونحن في مصر نحاول الاستفادة من هذه الابحاث العلمية للاستفادة من المؤثرات الصوتية والترددات علي اذن الانسان ومحاولة استخلاص الاصوات التي لها تأثير ايجابي علي الاذن والتي تحسن من حالته الصحية والذهنية وذلك بالتداخل بين اصوات الطبيعة والموسيقي الخفيفة التي يتم نقلها بالكمبيوتر وبالوسائل التكنولوجية الحديثة.. ويأمل ان يتم ادخال تخصص جديد باسم الطب الموسيقي لطلبة الدراسات العليا من خريجي كلية الطب في هذا المجال.
نادية عبدالسميع

أكثر من محمد عبدالوهاب فى مجال الموسيقى


جريدة الرياض اليومية
الجمعة 7 ربيع الآخر 1427هـ - 5 مايو 2006م - العدد 13829
محمد عبدالوهاب حلمي المطرب والملحن والمدرس
أطلق عليه مطرب الملوك والأمراء لعلو قدره واعتزازه بمنزلته الفنية
نجد في الوسط الموسيقي أكثر من محمد عبدالوهاب: الأول هو الموسيقار المطرب والملحن الأستاذ محمد عبدالوهاب محمد أبو عيسى، المرحوم محمد عبدالوهاب حلمي المطرب والملحن ومدرس التربية الموسيقية، محمد عبدالوهاب عبدالفتاح المدرس بالمعهد العالي القومي للموسيقى (الكونسيرفاتوار) والمؤلف الموسيقي الذي عزفت له أوركسترا القاهرة السيمفونية بعض مؤلفاته.
ونتحدث في موضوعنا هذا عن محمد عبدالوهاب حلمي الذي ولد في عام 1916 في بني سويف، ومحمد عبدالوهاب الذي ولد في مارس 1902م بباب الشعرية وهو حي في مصر.
ولد المطرب والملحن محمد عبدالوهاب حلمي في بني سويف بمنزل والده كان يهوى ترتيل «القرآن الكريم»، ولما حضرت الأسرة إلى القاهرة التحق محمد عبدالوهاب حلمي بمدرسة محمد علي الابتدائية بالسيدة زينب، ثم ظهرت ميوله الفنية المتعددة فالتحق بكلية الفنون التطبيقية بقسم النحت صباحا، وفي نفس الوقت التحق بالفرع المدرسي لمعهد الموسيقى العربية بقسم الأصوات.
ومن الطريف أنه زامل في المرحلتين الراحل «أحمد صدقي» المطرب والملحن الكبير المولود أيضاً في عام 1916م، ومن المصادفات العجيبة أن يكون محمد عبدالوهاب حلمي هو الدافع والرائد لأحمد صدقي في دراسة الموسيقى فقد كان محمد عبدالوهاب حلمي يصطحب معه زميله أحمد صدقي في الحفلات الأسرية التي كان يشترك فيها محمد عبدالوهاب حلمي بالغناء ولقد ذكر أحمد صدقي في أحاديثه بالراديو والإذاعة والتلفزيون انه كان يعمل كمردد (عضو كورس) مع صديقه وزميله محمد عبدالوهاب حلمي، كما ذكر أحمد صدقي أن غناء محمد عبدالوهاب لألحان السيد درويش أثناء عملهما في أتيليه مدرسة الفنون التطبيقية هو الذي حبب صدقي في الموسيقى عامة وفي التلحين خاصة.
تخرج محمد عبدالوهاب حلمي في معهد الموسيقى وعين مدرساً للتربية الموسيقية في مدرسة الكولار الابتدائية بالحلمية ثم بمدرسة خليل آغا الابتدائية بباب الشعرية ثم بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية للبنين.
عند افتتاح الإذاعة اللاسكلية للحكومة المصرية كان الأستاذ الراحل مدحت عاصم مديراً فنياً شرفياً لها وكان يشجع المواهب الجديدة فسمح للطالب محمد عبدالوهاب حلمي أن يشترك بالغناء في البرنامج العربي وكانت تصاحبه فرقة مصطفى العقاد الموسيقية، وكانت الإذاعات وقتئذ تتم على الهواء مباشرة قبيل استخدام شريط ماركوني للتسجيل.
بدأت الشهرة تزحف إلى محمد عبدالوهاب حلمي وخاصة لقرب اسمه من اسم الموسيقار محمد عبدالوهاب، وقد رآه، الراحل زكي طليمات في إحدى حفلات مدارس وزارة المعارف العمومية فاختاره لكي يقوم ببطولة مسرحية (يوم القيامة) أمام المطربة رجاء عبده في عرضها الأول بمسرح الأزبكية وأمام المطربة فتحية أحمد في عرضها الثاني بدار الأوبرا المصرية القديمة عام 1943م.
اشترك محمد عبدالوهاب حلمي في تلحين أوبريت (يوم القيامة) مع الراحل الشيخ زكريا أحمد ونجحت ألحان رواية يوم القيامة. أضيف بعض ألحان في عرض مسرحية يوم القيامة الثالث في أوائل الستينيات على مسرح الجمهورية لحنها الراحل المطرب والملحن سيد مصطفى.
أسرة فنية
نستطيع أن نعتبر أسرة محمد عبدالوهاب حلمي من الأسر الفنية فوالده الشيخ حسن حلمي كان له صوت جميل وخاصة في ترتيله لآيات الكتاب الكريم، ولمحمد عبدالوهاب حلمي شقيقة ذات صوت حسن هي المطربة «حفصة حلمي» ولمحمد عبدالوهاب حلمي نجل واحد يهوى التصوير هو المحاسب «مدحت محمد عبدالوهاب حلمي» الذي ولد عام 1943م قبيل رحيل والده في 8 مارس عام 1944م فقد رحل محمد عبدالوهاب حلمي في شرخ الشباب في الثامنة والعشرين بعد أن ثبتت قدماه في عالم الموسيقى ورسخت في مجال التلحين والطرب.
أما الصفحة المطوية للواء محمد عبدالوهاب، فقد ثار جدل طويل حول تاريخ ميلاده، فالبعض قال إنه سنة 1910م، والبعض الآخر قال إنه من مواليد 1902م إذ ليس من المعقول قيامه بالعمل مع منيرة المهدية وتلحين الأغاني وعمره سبعة عشر عاماً.
توفي في 3 مايو 1991م. ولد لأسرة متوسطة الحال، إذ كان أبوه فلاحاً من قرية بني عياض مركز أبو كبير، محافظة الشرقية، اسمه الشيخ محمد أبو عيسى. ومن الثابت أن الأسرة كانت من الأسر الدينية، فإلى جانب كون والده مزارعاً، إلا أنه أيضاً كان مؤذناً وقارئاً للقرآن، رحل الوالد إلى القاهرة وعمل في جامع سيدي الشعراني بحي باب الشعرية.
كان عبدالوهاب ثاني أبناء الأسرة الخمسة، وهم حسن، ومحمد، وأحمد، وبنتين هما عائشة وزينب.
كان محمد عبدالوهاب.. يسمى في مطلع حياته الفنية مطرب الملوك والأمراء، لعلو قدره واعتزازه بمنزلته الفنية والحرص على كرامته وكرامة إخوانه الفنانين واشتراكه في مجالس وجوه القوم وعلية الناس، وكان يضحي بإقامة الحفلات الكبرى ولا يكترث بما يصيبه من خسارة مالية في سبيل الاحتفاظ بكرامته والدفاع عن إخوانه المشتركين في التخت الموسيقي وحدث أن انسحب من إحياء إحدى الحفلات الكبرى عند أحد الأعيان عندما شعر أن خدشاً قد أصاب كرامة زملائه الفنانين وكان يمنح زملاءه في التخت إعانات مالية سخية حتى يظهر تخته جديراً بأن يحمل اسمه اللامع ومجده الفني، وظل يحافظ على رسالته الفنية ودعوته الموسيقية إلى أن توفاه الله دون تردد أو إحجام.
معجباً بشبابه
كانت أحلى ندواته ومجالسه في بيت أمير الشعراء أحمد شوقي الذي أطلق عليه كرمة بن هانىء في الجيزة بالقرب من حديقة الحيوان. وكان عبدالوهاب لا يزال في ذلك الوقت معجباً بصوته وشبابه.. وكان يرسل سوالفه إلى منتصف خديه.. ويرتدي بنطلونه الضيق من الأطراف عند الحذاء وياقته المنشاة التي يضمها رباط العنق الأسود الجميل.. وكان عبدالوهاب يطرب كلما تجمع حوله المعجبون وهم يقولون يا عبد؟؟ يا عبد..
وكان أمير الشعراء يحرص كل الحرص على دعوة عبدالوهاب إلى مجالسه، وسر كل السرور عندما كتبت إحدى المجلات الفنية، منذ أكثر من ربع قرن تقول عنه (المصور في 6 يناير عام 1928م):
«إن عبدالوهاب هو الموسيقي الشهير والفني العبقري والثمرة الناضجة لنادي الموسيقى، والبلبل الذي يهز القلوب بنغماته، وينعش النفوس بنبراته. يبكي العيون إذا ناح من آلام البعاد، ويشرح الصدور إذا شدا بأهازيج الوصال، وهو في فنه يمزج شعره الرقيق بمقاطع الغناء كما تمزج الراح بالماء.. فيجعل السامعين في نشوة الطرب والإعجاب. وصوت عبدالوهاب ليس من الأصوات المعلقة بل هو صوت حنون شجي يميل كثيراً إلى ما تجود به عبقرية أمير الشعراء من راقي الغزل ورقيق النسيب، ويلحن لنفسه ولغيره، ويستعير من الموسيقى الغربية، مع المحافظة على الموسيقى الشرقية، أدخل الهارموني في أدواره وهي خطوة في تقدم الموسيقى الشرقية وهو كثير التموجات في آهاته».
وحمل عبدالوهاب وقتذاك هذه القصاصة من المجلة، إلى كرمة بن هانئ والفرحة لا تسعه، وقضى الليل في بشر وإيناس مع جمع الأدباء والشعراء.
ولما عقد قران نجل أمير الشعراء الأستاذ علي شوقي، كان عبدالوهاب نجم الحفلة اللامع، وبدأت الحفلة بأوركسترا شركة ترقية التمثيل العربي برئاسة الأستاذ عبدالحميد أفندي علي أنور ثم قصيدة مضناك جفاه مرقده يغنيها محمد بك عزب ثم قطعة غناء أفرنجية على فيولنسل للأستاذ أدوارد أفندي فارس، ثم فاصل موسيقي للأستاذ محمد عبدالوهاب.
وكان القسم الأول من غناء عبدالوهاب موال (قلبي غدر بي) نظم أمير الشعراء أحمد شوقي، ثم دور قديم، وكان القسم الثاني من نظم أمير الشعراء أيضاً وتلحين وغناء محمد عبدالوهاب ويشتمل على ما يأتي:
موال قلبي ما حد آسي
دور يا ليلة الوصل استنى افرح ببدري واتمتع
نشيد الزفاف (دار البشاير مجلسنا)
قصائد...
وقد جاء في موال حسن أفندي أنور:
كوكب سعودك ظهر في وقت ما هليت
واستبشر اللي كتب اسمك على البيت
ما حد خلف مثالك في الشرف والبيت
أنت الأكابر جدودك وأنت مثل أمير
للشعر والفن في عصره ورب البيت
أما محمد عبدالوهاب فقد استهل نشيد الزفاف بقوله:
دار البشاير مجلسنا
وليل زفافك مؤنسنا
إن شاقة تفرح يا عريسنا
وإن شاء الله دايما نفرح بك
وكان محمد عبدالوهاب يصاحب أمير الشعراء أحمد شوقي في كثير من غدواته وروحاته وكان يقتبس من محيط أدبه وبحر معارفه، ويتزود من أعذب أشعاره، وجميل خياله، وبديع معانيه، وكان عبدالوهاب يعرض على أمير الشعراء آراءه في الفن والموسيقى فيهتز لها أمير الشعراء طرباً، ويلمح أمارات النجابة واضحة جلية على مخايله، وحدث أن سافر محمد عبدالوهاب مع أمير الشعراء أحمد شوقي إلى لبنان وخاضا بين أرباض لبنان ورياضها وجاسا بين اوديتها وصعدا روابيها، واستمتعا بالطبيعة الخلابة الجذابة بين أحضانها، فتركت هذه الرحلة في نفس عبدالوهاب أثراً جليلاً لا ينسى وزادته التصاقاً باستاذه أحمد شوقي كما زادته تعرفاً على مواطن الفتنة ومهابط الجمال.
وتشاء الأقدار أن يعلم محمد عبدالوهاب وهو في لبنان بوفاة والده فيشتد حزنه ويزداد جزعه لأنه انتقل إلى رحمة الله دون أن يراه ولكن حبه نما على الأيام لوالدته وظل لها ابناً باراً رحيماً، وكان يجد في صوتها وهي تناديه حلاوة أحلى من حلاوة الموسيقى، ونغماً أطرب من غنات الملائكة، وغدت أمه وحيه وإلهامه، وسحره وأحلامه.
وحدثت لعبدالوهاب مفارقات عجيبة وهو في صحبة أمير الشعراء أحمد شوقي إذ تتبع خطاهما شابان وهما يسيران في الطريق وأوشكا أن يقتلاهما لولا أن توقفا في اللحظة الأخيرة وهما يشهران مسدسيهما نحوهما واتضح أن الشابين كانا ينويان اغتيال عبدالخالق ثروت، فأخطآ السبيل لما بين عبدالخالق ثروت وأحمد شوقي من شبه كبير، وقد أدرك الشابان هذه الحقيقة في النهاية فأخليا سبيلهما وهما يرتعدان من الخوف والفزع.
هذا طرف من حياة عبدالوهاب منذ ربع قرن وهي فترة حبيبة إلى نفس عبدالوهاب لا يذكرها إلا ويبعث من أعماقه زفرة حادة طويلة وتتراءى مواكب الذكرى أمام عينيه فقد كانت بداية مجده الفني ونبوغه في عالم الغناء..!
رابط الخبر : http://www.alriyadh.com/2006/05/05/article151832.html
هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية www.alriyadh.com
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة اليمامة الصحفية 2007

حفل موسيقى يابانى مصرى


ارسل هذا الموضوع الى صديق WORD - حفظ حفظ نسخ - Copy بحث ارسل برأيك الى كاتب المقال نسخة قابلة للطباعة إشترك في تقييم هذاالموضوع إضافة إلى المفضلة المساعدة ؟ غلق


حفل موسيقي ياباني مصري قليل من الفن .. كثير من الضجر

أحمد عبد الرازق أبو العلا ahmedahmed159@hotmail.com الحوار المتمدن - العدد: 540 - 2003 / 7 / 11
موسيقي الوسائط الإلكترونية فيحفل موسيقي ياباني مصري قليل من الفن .. كثير من الضجر كتب العالم الموسيقي ( هند رسون ) emily anderson تفسيرا لجماليات الموسيقي في كتابه " ماهي الموسيقي الجيدة ؟" كتب يقول : ( إن القوانين التي تحكم وتشرح علاقة الحواس البشرية بالفن الموسيقي ، ينتمي بعضها إلى الجانب العقلي والفكري ، والبعض الآخر منها إلى الجانب العاطفي ، فالحواس تكون دائما في خدمة كل من العقل والعاطفة وعليها أن تطيع متطلباتها لأن الحواس البشرية وسيلة ، وليست غاية ، فكل الحواس التي تستقبل الجمل الموسيقية تنتمي إلى مادة الفن ، وهذه المادة تخدم الفكر والشعور ) يأتي هذا الكلام بمناسبة الحديث عن الحفل الموسيقي الذي قدمته أوركسترا القاهرة السيمفوني تحت عنوان عام ( تناغم) - في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية - وهو حفل ياباني مصري بمصاحبة موسيقي الوسائط الإلكترونية تحت قيادة د. محمد عبد الوهاب عبد الفتاح ، قدمت فيه خمس مقطوعات موسيقية ، ثلاث منها يابانية ، واثنتان من مصر ، خرج بما قدمه عن المألوف والمفهوم ، والواقعي ، وقدم مقطوعات لا تناغم فيها - كما أراد من عنوانه - بقدر ما قدم إزعاجا موسيقيا إذا صح العبير ، هذا الإزعاج الموسيقي يدور في دائرة التغريب ، أي أنك كمتلقي تشعر أنك غريب عن ما تسمعه وما تراه، وأن ما تراه وما تسمعه – بالتالي- أصبح غريبا عنك ، هذا الشعور ينتابك في تلك المقاطع الموسيقية التي استخدمت فيها الوسائط الالكترونيه ، التي يتحدثون عنها ، والسؤال الآن أليست الآلة الموسيقية وحدها ، وبالعازف الماهر الموهوب الذي يقف وراءها كافية لإثارة المتعة والدهشه لدي المتلقي ؟؟ ، وهل نحن في حاجة إلى هذا التشويش الذي يضيع القدرة علي التلقي ؟؟ وكيف تكون العلاقة سوية بين حواس المتلقي البشرية ، وبين ما يتلقاه ، ؟ وكيف تستقبل الحواس هذا التشوش الذي يسمي ادعاء ( تناغما ) ، وهو في حقيقة الأمر نشاز لا تستريح له الأذن ، الأذن العادية ، والأذن المدربة علي السمع .. فعلي سبيل المثال في المقطوعة التي قدمت بعنوان (قصر الشوق ) وهو قالب موسيقي يسمي (رقصة ) رأينا تنويعات مرئية من فيلم ( قصر الشوق ) الذي أخرجه : حسن الإمام في عام 1967 عن رواية ( نجيب محفوظ ) ، هذه التنويعات المرئية ، التي استخدمت فيها شاشة عرض كبيرة في خلفية المسرح ، تعرض عليها شرائح فيلمية بواسطة الفيديو بريجكتور ، واخري تم عرضها علي شاشة التلفزيون بواسطة الفيديو ، هذه التنويعات تمت بمصاحبة المقطوعة الموسيقية الراقصة ، هذا فضلا مقاطع من حوارات الفيلم ، وكان هذا من العوامل التي ساعدت إلى حدوث تشوش كبير في عملية الاستقبال ، فكيف يتسنى لك سماع الموسيقي وسماع الحوار الفيلمي ومشاهدة اللقطات الكبيرة المعروضة علي الشاشة ، وكذلك مشاهد ( نادية لطفي ) الراقصة في الفيلم المعروض علي شاشة التلفزيون ؟؟ كل هذا في وقت واحد ، لابد أن تملك إذن أكثر من عينين ، واكثر من أذنين ، لكي تستطيع استقبال كل هذا !! هذا الزحام ، لا تبرره الرغبة في الخروج عن المألوف باستخدام الوسائط الأخرى ، لأن عملية الاستمتاع والإحساس بالموسيقي لا تتطلب كل هذا الحشد من العناصر الفنية التي لا يربطها أي رابط ، ولا تستطيع الوصول بنا إلى هدف محدد سوي إزعاجنا ، أو فرارنا من المسرح لكي ننجو بأنفسنا من الضجيج ، وعلي ذكر الضجيج ، تأتي المقطوعة الثانية التي قدمها ( محمد عبد الوهاب ) تحت عنوان " علي أجنحة الهواء " لتحدث ضجيجا أكثر ، دفع بعض الحضور إلى سد آذانهم خوفا عليها !!! لقد جاءت مجرد ارتجالات موسيقية مصاحبة لأصوات الهواء ، ولوحات فيلمية تعرض صورا للفضاء والطبيعة في لحظة فورانها ، بينما علي شاشة أخري نري الإوز الطائر يحلق في الفضاء ، وكان الموسيقيون في هذا العرض يجلسون وسط الجمهور ، والبعض الآخر يتواجدون فوق خشبة المسرح ، وكل هذا الخلط يتم بلا مبرر فني أو موضوعي ، مما أحدث جلبة كبيرة ، وتشوشا أكبر ، ولم يعطي للأذن فرصة لأن تسمع ، ولا للعين فرصة لكي تري ، ولا للعقل فرصه - ثالثة - لكي يفهم ، وعلي الرغم من أننا نعرف أن الأوركسترا تعني الجزء الفاصل بين مقاعد الجمهور وخشبة المسرح ، وهو حفرة الموسيقي في دار الأوبرا ، وهي المكان الذي يجلس فيه العازفون بين الصف الأول من مقاعد المشاهدين ، وخشبة المسرح ، إلا أننا نري - أمامنا - شيئا آخر تماما غير هذا ونتساءل : لماذا تواجد العازفون وسط الجمهور وعلي مقاعدهم ؟؟ الخروج علي القواعد المتعارف عليها لا تحكمه ضرورة فنية ، ولا ضرورة من أي نوع ، سوي إعطاء الإحساس بأن ثمة شيء يحدث .. ما هو هذا الشي .. لا أحد يعلم إلا الذين قاموا بصنعه !!!! فالمعني في باطنهم لن يفصحوا عنه أبدا ، لأنهم ربما لا يعلمون - هم أيضا-شيئا. عنه!! أما عن المقطوعات الموسيقية اليابانية ، فقد ذهبت وأنا مهيأ تماما لسماع ما كنت أود أن اسمعه من تلك الموسيقي ، التي لا نعرف عنها الكثير هنا في مصر ، لكنني لم أسمع منها شيئا ، ربما بسبب تلك الوسائط التي استخدموها ، فأضاعت تلك الروح التي تُعطي للموسيقي حياتها ، فبدت بلا روح ، بلا حياة ، مقطوعات تصيبك بالملل الشديد ، لرتابتها ، وإيقاعاتها الطويلة .. ثلاث مقطوعات موسيقية يابانية الأولي بعنوان ( ضجيج يوتا – 2003 ) قدمتها المؤلفة الموسيقية اليابانية ( أساكومياكي ) التي درست الموسيقي في مدرسة " توهو جاكوئين" باليابان وأكاديميتي INA- GRNوIRCAM بباريس ، وقدمت هذه المقطوعة مع الأوركسترا ، والصور المرئية ، والأصوات الالكترونيه ، وربما كانت هذه المقطوعة - بالفعل - مقطوعة جميلة موحية ، حيث قامت المؤلفة بتحويل الأصوات الواقعية التي قامت بتسجيلها للكهنة ( تويا) والطبيعة ، ثم أعادت تسجيلها إلكترونيا ، فبدت في صورة جديدة أحدثت تأثيرا مختلفا ، وتلك حيلة فنية لجأت إليها لتُحدث بها التأثير المرجو ، ونجحت في ذلك ، إلا أن الصور المرئية التي صاحبت المقطوعة ، لم تعط دلالة محددة ، وشعرنا أن الموسيقي تسير في واد ، والصور تسير في واد آخر ، التناغم الذي ينبغي أن يكون موجودا فقد معناه ، وهي تقول عن مقطوعتها ( إنها معنية بالتعبير عن العملية التي يصل بها المخ البشري إلى تكوين صورة هي خليط من الذكريات والدلالات الممثلة هنا بمجموعة من الوسائط المتشابهة ) ، هذا الذي تقوله ، يجعل المتعة الذهنية في الخلفية تماما ، وربما يتبدل بحالة من الضيق ، نحن في غني عنها ، أقول هذا لأنني استمتعت - بالفعل - بمحاولتها استلهام بعض العناصر الواقعية الحياتية الطقسية ، وتحويلها إلى عناصر فنيه موحية ، وجميلة .. والمقطوعة الثانية التي ألفها ( هيرويوكي ياماموتو ) بعنوان ( تابيولاتا) اعتمدت علي أربع آلات منفردة تسمع من خلال السماعات ( الفلوت – الفيولينه – الفيولا – التشيللو) ، بالإضافة إلى بيانو مسجلة عليه بعض أعمال موسيقي آخر اسمه ( ساتوكو) ، وكلمة ( تابيولانا ) معناها الطبقات ، حيث إن المؤلف قدم مقطوعته في ثلاث طبقات : الأولي هي العرض الحي للأوركسترا ، والثانية هي الأصوات الناشئة عن الآلات الأربع لعازفي الأوركسترا ، والثالثة هي تلك التي تم بثها عبر السماعات والميكرفونات .. كل هذا بهدف أن يدرك المستمع الفرق بين الأصوات الموسيقية في كل طبقة ، وتلك محاولة ، تبدو وكأنها تنطوي علي جانب تعليمي ، ليس من الضروري للمستمع أن يخضع له ، فقد جاء لكي يستمتع ، قبل أن يتعلم ، التدريب أولا علي الاستماع ، ثم التعليم ، وليس العكس ، نحن لا نريد لمستمع الموسيقي أن يهرب من الوهلة الأولي ، نريد إقناعه أولا بالاستماع . والمقطوعة الثالثة التي ألفها ( ماسيو هيروميوا ) مقطوعة تغريبية تماما ، لا حياة فيها ، ولا طعم لها ، تصيبك بضجر وملل شديدين ، بسبب تلك الرتابة التي تستمر لفترة طويلة جدا ، جملة موسيقية واحدة طويلة ، إيقاعها بطيء جدا ، مستمرة ، تريد أن تتوقف لكنها تأبي علي الاستجابة ، فتتململ علي مقعدك ، وتحاول الهروب من القاعة لكنك لا تستطيع ، وهذا الكمبيوتر الذي يرسم لك علي الشاشة حركة الذبذبات اللحنية ، يصيبك أيضا بالملل ، ويدفعك للتساؤل : ما الذي يعنيه هذا ، ولماذا نضع أمام المستمع حركة ذبذبات الموسيقي الرتيبة لكي يراها علي الشاشة؟‍ ، أليس من حق حواسه الأخرى أن تستريح ؟؟ ألا يكفي أن نؤرق أذنيه ، فنتجه إلى عينيه ، لكي نُحدث بهما ألما نتيجة لمشاهدة عبث لا طائل من ورائه ؟؟ قالوا في ورقة العرض أنها مستلهمة من طقوس التراث الياباني القديم ، ولكي لا أتهم نفسي بالغباء ، توجهت بسؤال أصدقاء لي من اليابان أستوضح منهم الأمر ، فنفوا أن تكون هذه من طقوس التراث الياباني من بعيد أو من قريب !! هذا التغريب الذي لاحظناه في معظم المقطوعات الموسيقية في هذا الحفل ، يعود - في اعتقادنا - إلى مجموعة من الأسباب منها : أن معظم الموسيقيين المشاركين في التأليف الآن ، يقومون باستيراد الثقافة والقيم الغربية ، حيث إن معظمهم درس في فرنسا وإنجلترا ، فضلا عن أن غزو الموسيقي الأوربية الجديدة أثر تأثيرا بالغا علي قوميتها، أي ارتباطها بشعوبها ، وبعادات وتقاليد البشر في كل منطقة من مناطق العالم ، وتبعا لاختلاف الثقافات .......اختلاف الثقافات أمر طبيعي جدا ، لكن غير الطبيعي هو هذا التماهي بين الثقافات ، الذوبان ، ليس في صالح الشعوب التي تملك حضارة متميزة ، وحضارة الشرق التي تنتمي إليها مصر ، واليابان ، حضارة لا تتطلب إعطاء الفرصة للذوبان في الآخر ، الآخر الذي لا يملك تلك الخصوصية ، التي ينبغي علي من يملكها أن يتمسك بها ، ولا يتخلي عنها مهما كان الثمن ، فأنت لن تستطيع الوقوف علي قدمين ثابتتين إلا إذا استطعت الدفاع عن هويتك ، وثقافتك الوطنية ، والموسيقي جزء مهم جدا من ثقافة الشعوب ، وإلا ما الذي يجعلنا نندهش ونطرب حين نستمع إلى موسيقي الغجر ، أو الموسيقي الأندلسية علي سبيل المثال ؟؟ الذي يجعلنا نندهش هي تلك الخصوصية ، التي تُميز شعبا عن شعب ، وتُميز ثقافة عن ثقافة ، لعل النظام العالمي الجديد ومفهوم القرية الكونية ، المراوغ ، وهيمنة القطب الواحد هو الذي أدي بفنوننا إلى الاغتراب عن الناس أي أنها لا تستطيع التعبير عنهم بالشكل الأمثل ، حين لا تجد نفسك في فنونك الموسيقية وغيرها ، تشعر بغربة شديدة ، مثل غربة الذين يعيشون خارج أوطانهم ، ومن الخطأ أن يعتقد البعض أن القومية ضد العالمية ، لأن نجاح الموسيقي القومية ، يكمن في قدرتها علي مخاطبة المستمع في الداخل والخارج ، ماذا لو أن الموسيقي التي شاركت في هذا الحفل كانت - بالفعل - موسيقي يابانية خالصة ، أو مصرية خالصة ؟ الهدف كان سيتحقق ، والمعرفة كانت ستحدث ، والتقاء الثقافات كانت فرصته قائمة .. الثقافتان اليابانية والمصرية في تناغم ، هذا ما كنت أود أن أفهمه من كلمة تناغم ..

Monday, March 3, 2008

السنة الثامنة - العدد ۲۲۵۵ - الاربعاء۲۲جمادى الاولى۱۴۲۶ -۲۰۰۵‎/الوفاق - سينما

الوسائط الالكترونية في الموسيقى والمسرح

ليس معنى ان تتدخل التكنولوجيا الجديدة في ابداعات الفن الحديث، ان تقلل قيمة خيال الانسان كفنان مبدع ومبتكر، وستظل الاجهزة والآلات مجرد وسائط واداة تنفذ ما استلهم به عقل وقلب الفنان، كما ستظل عملية الابداع الفني تجمع بين الصدفة والتخطيط والخبرة الشخصية ويكمن وراءها سر إلهي خفي غامض، وما اجمل هذا الغموض!
يعد مصطلح «رنين الوسائط الالكترونية» تعبيرا جديدا عن احد الفنون الموسيقية المستحدثة التي توظف تقنيات التكنولوجيا الحديثة في تأليف الموسيقى المعاصرة، وهو الفن الذي يتدخل في ابداعه او تسجيله او ادائه عدد من الوسائط الالكترونية تتمثل في وحدات التسجيل الرقمي كشرائط الدات واسطوانات ضوء الليزر وعدد من المعدات الكهربية والاجهزة الصوتية مثل مكبرات الصوت والمؤثرات والآلات الموسيقية الالكترونية مثل مركب الالوان الصوتية بالاضافة الى معدات الصوت القياسية والآلات الموسيقية التقليدية بينما يظل الكمبيوتر مايسترو قائد مجموعة يتحكم في اوركسترا كامل من الوسائط الالكترونية المتنوعة.
و«رنين الوسائط الالكترونية» يبحث دائما في ابداع اشكال فنية متجددة، وخلق اساليب متطورة في تكوينات موسيقية غير مألوفة، كما تتم كثيراً بابتكار ألوان شيقة لا حصر لها من الضجيج والرنين الصوتي كقيمة فنية كبرى لا غنى عنها الى جانب اللحن التقليدي. ويؤدي عادة هذا الفن بطرق غير تقليدية وقاعات مجهزة تجهيرا خاصا او في الاماكن المفتوحة من خلال السماعات ويمكن عرضها كصورة سمعية متفردة بذاتها او مقترنة مع الموسيقى التقليدية، احيانا يشارك هذا الفن عدة وسائط فنية متنوعة تبقى الموسيقى بينها «وسيط محوري» تدور في فلكه الوسائط الفنية الاخرى مثل فنون الكلمة كالشعر والحوار، وفنون الحركة: كالأداء التعبيري والمسرح الشامل. ومن رواد هذا المجال في مصر د. محمد عبد الوهاب عبد الفتاح، وهو فنان متعدد المواهب، رائد فن الوسائط الالكترونية، واول مؤلف موسيقي مصري يقدم عروضا موسيقية بفكر غير مسبوق من خلال تقنيات الآلات الالكترونية وتكنولوجيا الكمبيوتر الحديثة قام باخراجها بنفسه على مدى خمس سنوات وحتى الآن بدار الاوبرا المصرية، كما قام باخراج موسيقاه الالكترونية باسلوب جديد اصطلح عليه ب«مسرح الموسيقى» في عدة مدن اوروبية منها: فيينا، جراتس، وسيورخ.
تخرج اولاً في كلية الفنون التطبيقية ثم حصل على بكالوريوس التربية الموسيقية وبكالوريوس التأليف والنظريات بالكونسرفتوار حيث عين معيداً به
۱۹۸۶ بعد حصوله على امتياز مع مرتبة الشرف الاولى على يد الاستاذ الراحل جمال عبد الرحيم، كما حصل على الماجستير في الفنون من اكاديمية الفنون ،۱۹۹۰
سافر بعدها الى النمسا في بعثة دراسية للحصول على الدكتوراه في مجال التخصص، حيث درس التأليف والقيادة الاوركسترالية واخراج عروض الموسيقى الالكترونية على يد كوفمان ليحصل بامتياز كأول مصري على الدكتوراه في هذا التخصص الجديد من جامعة الفنون للموسيقى والمسرح بفيينا، عاد بعدها للقاهرة ليعمل مدرسا ثم استاذا مساعدا باكاديمية الفنون وجامعة حلوان. الف عددا كبيرا من الاعمال الموسيقية لموسيقى الحجرة والاوركسترا والباليه، قدمها في صورة مسرحية حديثة حيث ادخل عناصر المسرح الشامل والعروض المرئية الى فنه الموسيقى مثل: الحركة التعبيرية، والاداء الصوتي، بالاضافة الى الاضاءة والملابس، وتحول عنده العازف الموسيقي في الاوركسترا الى اداة تعبيرية جديدة ضمن مسرحه الموسيقي.
وللدكتور محمد عبد الوهاب عبد الفتاح نظرية جديدة في طريقة اخراج العروض المسرحية تقوم على اعتبار ان الصوت هو بطل العرض، اطلق عليه مصطلح «مشاهدة الصوت» وايجاد علاقات فنية جديدة بين الصوت المسموع والرؤية المسرحية، ليكون نقطة الانطلاق لايجاد البعد البصري ونواة تدور في فلكه كل العناصر المسرحية الاخرى. وتتكون ابجديات الصوت في الموسيقى المسرحية للدكتور محمد عبد الوهاب عبد الفتاح من عناصر عدة نذكر منها الاعتناء بالبناء المسرحي الهرمي الذي يبدأ من اساس الصوت وينتهي الى قمة «الفرجة» المسرحية.